خاتم المرسلين
اهلا ومرحبا اخى الزائر ارجوا من الله ان تستفاد من هذا المنتدى وان يكون خير لك ولنا فى الدنيا والاخرة ومرحب بك من اسرة المنتدى ان تكون زائرنا فى اى وقت ويسعدنا ويشرفنا ان تبقى عضو نشيط معنا .. هدف المنتدى هوا ان نقدم ولو معلومة بسيطة عن ديننا وعن رسولنا الكريم وان نفيد به المجتمع ككل وان نكون سبب فى هداية انسان الى ديننا الحبيب الاسلام وشكرا اخى الزائر
خاتم المرسلين
اهلا ومرحبا اخى الزائر ارجوا من الله ان تستفاد من هذا المنتدى وان يكون خير لك ولنا فى الدنيا والاخرة ومرحب بك من اسرة المنتدى ان تكون زائرنا فى اى وقت ويسعدنا ويشرفنا ان تبقى عضو نشيط معنا .. هدف المنتدى هوا ان نقدم ولو معلومة بسيطة عن ديننا وعن رسولنا الكريم وان نفيد به المجتمع ككل وان نكون سبب فى هداية انسان الى ديننا الحبيب الاسلام وشكرا اخى الزائر
خاتم المرسلين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى بيتكلم عن كل ماهو يتعلق بعلوم الدين والدنيا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلُقية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
msa
عضو نشيط
عضو نشيط
msa


عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 40

صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلُقية Empty
مُساهمةموضوع: صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلُقية   صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلُقية Emptyالأحد 26 يونيو 2011, 06:20

صفة كلامه:



كان كلامه صلى الله عليه وسلم بَيِّن فَصْل ظاهر يحفظه من جَلَس إليه.

ورد في حديث متفق عليه أنَّه عليه الصلاة والسلام: "كان يُحَدِّث حديثاً لو عَدَّه العادُّ لأحصاه".

" وكان صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه "، رواه البخاري.

ورُوِيَ أنه كان صلى الله عليه وسلم يُعرِض عن كل كلام قبيح و يُكَنِّي عن
الأمور المُستَقبَحَة في العُرف إذا اضطره الكلام إلى ذكرها، وكان صلى الله
عليه و سلم يذكر الله تعالى بين الخطوتين.



صفة ضحكه و بكائه:



- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تَبَسُّماً، وكنتَ إذا
نظرتَ إليه قُلتَ أكحل العينين وليس بأكحل "، حسن رواه الترمذي .

- وعن عبد الله بن الحارث قال: "ما رأيتُ أحداً أكثر تبسماً من الرسول صلى
الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا
تبَسَّم، وكان ضَحِك أصحابه صلى الله عليه وسلم عنده التبسُّم من غير صوت
اقتِداءً به وتَوقيراً له، وكان صلى الله عليه وسلم إذا جرى به الضحك وضع
يده على فمه، وكان صلى الله عليه وسلم مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفساً ".

وكان صلى الله عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه من غير أن يرفع
صوته وكان الغالب من أحواله التَّبَسُّم. وبكاؤه صلى الله عليه وسلم كان من
جنس ضحكه، لم يكن بشهيق و رفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن تدمع
عيناه حتى تنهملان ويُسمَع لصدره أزيز، ويبكي رحمة لِمَيِّت وخوفاً على
أمَّته وشفقة من خشية الله تعالى وعند سماع القرآن وفي صلاة الليل.

وعن عائشة قالت: " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مُستَجمِعاً قط ضاحكاً، حتى أرى منه لهاته، (أي أقصى حَلقِه) ".



صفة لباسه:



عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: " وكان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم القميص ( وهو اسم لما يلبس من المخيط )، رواه الترمذي في الشمائل
وصححه الحاكم. ولقد كانت سيرته صلى الله عليه وسلم في ملبسه أتَم و أنفع
للبدن وأخَفَّ عليه، فلم تكن عمامته بالكبيرة التي يُؤذيه حملها أو يضعفه
أو يجعله عرضة للآفات ، ولا بالصغيرة التي تقصُر عن وقاية الرأس من الحر
والبرد وكذلك الأردِيَة (جمع رداء) والأزُر (جمع إزار) أخَفّ على البدن من
غيرها. ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه و سلم نوعاً مُعيَّناً من الثياب،
فقد لبس أنواعاً كثيرة ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يلبس ما يجده.
وكان عليه الصلاة والسلام يلبس يوم الجمعة والعيد ثوباً خاصاً، وإذا قدِمَ
عليه الوفد، لبس أحسن ثيابه وأمر أصحابه بذلك.

وعن أبي سعيد الخدري قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد
ثوباً سماه باسمه، (عمامة أو قميصاً أو رداء) ثم يقول: اللهم لك الحمد كما
**وتنيه أسألك خير ما صنع له وأعوذ من شره وشر ما صنع له"، رواه الترمذي في
الشمائل، والسنن في اللباس، وأبو داود.

كان أحب الثياب إليه البيضاء . وكان صلى الله عليه وسلم لا يبدو منه إلا
طيب، كان آية ذلك في بدنه الشريف أنه لا يتَّسِخ له ثوب أي كانت ثيابه لا
يصيبها الوسخ من العرق أو ما سوى ذلك وكان الذباب لا يقع على ثيابه





صفة عمامته:



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قلنسوة بيضاء، والقلنسوة هي غشاء
مبطَّن يستر الرأس، وكان صلى الله عليه و سلم يلبس القلانس (جمع قلنسوة)
أحياناً تحت العمائم وبغير العمائم، ويلبس العمائم بغير القلانس أحياناً.
كان صلى الله عليه وسلم إذا اعتَمَّ ( أي لبس العمامة )، سدل عمامته بين
كتفيه، وكان عليه الصلاة والسلام لا يُوَلّي والياً حتى يُعَمِّمه و يرخي
له عذبة من الجانب الأيمن نحو الأذن. ولم يكن صلى الله عليه وسلم يُطَوِّل
العمامة أو يُوَسِّعها. قال ابن القيم: لم تكن عمامته صلى الله عليه وسلم
كبيرة يؤذي الرأس حملها و لا صغيرة تقصر عن وقاية الرأس بل كانت وسطاً بين
ذلك وخير الأمور الوسط. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتم بعمامة بيضاء
وأحياناً خضراء أو غير ذلك. وعن جابر رضي الله عنه قال: " دخل النبي صلى
الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء ". ولقد اعتم صلى الله
عليه وسلم بعد بدر حيث رأى الملائكة تلبسها. وصحة لبس المصطفى للسواد ونزول
الملائكة يوم بدر بعمائم صُفر لا يعارض عموم الخبر الصحيح الآمر بالبياض
لأنه لمقاصد اقتضاها خصوص المقام كما بيّنه بعض الأعلام.



صفة نعله و خُفِّه:


كان لنعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قِبالان مُثَنَّى شراكهما أي لكلٍ
منهما قِبالان ، والقِبال هو زِمام يوضع بين الإصبع الوسطى و التي تليها
ويُسمَّى شِسعاً، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يضع أحد القِبالين بين
الإبهام و التي تليها والآخر بين الوسطى و التي تليها و الشِّراك للسير (أي
النعل). وكان يلبس النعل ليس فيها شعر، كما رُؤيَ بنعلين مخصوفتين أي
مخروزتين مُخاطتين ضُمَّ فيها طاق إلى طاق. وطول نعله شِبر وإصبعان و عرضها
مِمَّا يلي الكعبان سبع أصابع وبطن القدم خمس أصابع ورأسها مُحَدَّد. وكان
عليه الصلاة والسلام يقول موصياً الناس: " إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين
و إذا نزع فليبدأ بالشمال "


صفة خاتمه:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:" لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يكتب إلى العجم ، قيل له: إن العجم لا يقبلون إلا كتاباً عليه ختمٍ،
فاصطنع خاتماً، فكأني أنظر إلى بياضه في كفه"، رواه الترمذي في الشمائل
والبخاري ومسلم. ولهذا الحديث فائدة أنه يندب معاشرة الناس بما يحبون وترك
ما يكرهون و استئلاف العدو بما لا ضرر فيه ولا محذور شرعاً والله أعلم.

ولقد كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة و فَصُّه (أي حجره)
كذلك ، وكان عليه الصلاة و السلام يجعل فَصَّ خاتمه مِمَّا يلي كفه ، نقش
عليه من الأسفل إلى الأعلى (( محمد رسول الله ))، و ذلك لكي لا تكون كلمة
"محمد" صلى الله عليه و سلم فوق كلمة {الله} سبحانه و تعالى. و عن ابن عمر
رضي الله عنه قال: "اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ورِق (أي
من فضة) فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر، ثم كان في يد عثمان،
حتى وقع في بئر أريس نَقشُهُ ((محمد رسول الله )) "، رواه الترمذي في
الشمائل ومسلم وأبو داود، وأريس بفتح الهمزة و**ر الراء ، هي بئر بحديقة من
مسجد قباء.

و لقد ورد في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يلبس الخاتم
في يمينه و في روايات أخرى أنه كان يلبسه بيساره و يُجمع بين روايات اليمين
و روايات اليسار بأن كُلاّ منهما وقع في بعض الأحوال أو أنه صلى الله عليه
و سلم كان له خاتمان كل واحد في يد و قد أحسن الحافظ العراقي حيث نظم ذلك
فقال:

يلبسه كما روى البخاري في خنصر يمين أو يسار

كلاهما في مسلم و يجمع بأن ذا في حالتين يقع

أو خاتمين كل واحد بيد كما بفص حبشي قد ورد.

ولكن الذي ورد في الصحيحين هو تعيين الخنصر ، فالسُنَّة جعل الخاتم في
الخنصر فقط، والخنصر هو أصغر أصابع اليد و حكمته أنه أبعد عن الامتهان فيما
يتعاطاه الإنسان باليد و أنه لا يشغل اليد عمّا تزاوله من الأعمال بخلاف
ما لو كان في غير الخنصر.


صفة سيفه:


عن سعيد بن أبي الحسن البصري قال: " كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة ".

والمراد بالسيف هنا، ذو الفقار وكان لا يكاد يفارقه ولقد دخل به مكة يوم
الفتح. والقبيعة كالطبيعة ما على طرف مقبض السيف يعتمد الكف عليها لئلا
يزلق. وفي رواية ابن سعد عن عامر قال: " أخرج إلينا علي بن الحسين سيف رسول
الله صلى الله عليه وسلم فإذا قبيعته من فضة وحلقته من فضة ". وعن جعفر بن
محمد عن أبيه أنه كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أسفله
وحلقته وقبيعته من فضة.


صفة درعه:


عن ال**ير بن العوام قال: " كان على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أُحُد
درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع ( أي فأسرع إلى الصخرة ليراه المسلمون
فيعلمون أنه عليه الصلاة و السلام حيّ فيجتمعون عليه، فلم يقدر على
الارتفاع على الصخرة قيل لما حصل من شج رأسه و جبينه الشريفين واستفراغ
الدم الكثير منهما) فأقعد طلحة تحته (أي أجلسه فصار طلحة كالسلم) وصعد
النبي صلى الله عليه وسلم (أي وضع رجله فوقه و ارتفع) حتى استوى على الصخرة
(أي حتى استقر عليها)، قال: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: " أوجبَ
طلحة ( أي فعل فعلاً أوجب لنفسه بسببه الجنة وهو إعانته له صلى الله عليه
وسلم على الارتفاع على الصخرة الذي ترتب عليه جمع شمل المسلمين وإدخال
السرور على كل حزين ويحتمل أن ذلك الفعل هو جعله نفسه فداء له صلى الله
عليه وسلم ذلك اليوم حتى أصيب ببضعٍ وثمانين طعنة و شلَّت يده في دفع
الأعداء عنه ) ". و قوله (كان عليه يوم أُحُد درعان) دليل على اهتمامه عليه
الصلاة و السلام بأمر الحرب وإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون التوكل مقروناً
بالتحصن لا مجرداً عنه. و لقد ورد في روايات أخرى أنه كان للنبي عليه
الصلاة و السلام سبعة أدرعٍ.





صفة طيبه (أي عطره):


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ المِسك فيمسح به رأسه و لحيته و كان
صلى الله عليه و سلم لا يردُّ الطيب، رواه البخاري. وعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه،
وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"، ورواه الترمذي في الأدب باب ما جاء في
طيب الرجال والنساء، والنسائي في الزينة باب الفصل بين طيب الرجال
والنساء، وهو حديث صحيح.


صفة كُحله:


عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: " اكتحلوا
بالإثمد فإنّه يجلو البصر و يُنبِت الشعر"، وزعم أنّ النبي صلى الله عليه
وسلم له مكحلة يكتحل منها كلَّ ليلةٍ ثلاثةً في هذه وثلاثة في هذه. قوله
(اكتحلوا بالإثمد) المخاطَب بذلك الأصِحّاء أمّا العين المريضة فقد
يضُرَّها الإثمِد، والإثمِد هو حجر الكحل المعدني المعروف ومعدنه بالمشرق
وهو أسود يضرب إلى حمرة. وقوله (فإنّه يجلو البصر) أي يقوّيه و يدفع المواد
الرديئة المنحدرة إليه من الرأس لاسيما إذا أُضيف إليه قليل من المسك.
وأمّا قوله (يُنبت الشعر) أي يقوّي طبقات شعر العينين التي هي الأهداب وهذا
إذا اكتحل به من اعتاده فإن اكتحل به من لم يعتده رمدت عينه.



صفة عيشه:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما شَبِعَ آل محمد صلى الله عليه و سلم منذ
قَدِموا المدينة ثلاثة أيام تِباعاً من خبز بُرّ، حتى مضى لسبيله أي مات
صلى الله عليه وسلم".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً " (أي ما يسدُّ الجوع) متفق عليه.



صفة شرابه:



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " دَخَلتُ مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه و خالد عن شماله فقال لي: الشَّربة لك
فإن شئتَ آثرتَ بها خالداَ، فقُلتُ ما كنتُ لأوثِرَ على سؤرك أحداً، ثم قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم: من أطعَمَهُ الله طعاماً فليقُل: "اللهم
بارِك لنا فيه وأطعِمنا خيراً منه، ومن سقاه الله عزّ و جلّ لبَناً فليقُل:
اللهم بارك لنا فيه وزِدنا منه"، ثم قال، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "ليس شيء يُجزىء مكان الطعام والشراب غير اللبن ".



صفة شُربه:



عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم.

و عن أنَس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و آله سلم كان
يتنفَّس في الإناء ثلاثاً إذا شرب ويقول هو أمرَاُ و أروى ، قوله (كان
يتنفس في الإناء ثلاثاً) وفي رواية لمسلم (كان يتنفس في الشراب ثلاثاً )
المراد منه أنه يشرب من الإناء ثم يزيله عن فيه (أي فمه) ويتنفس خارجه ثم
يشرب وهكذا لا أنه كان يتنفس في جوف الإناء أو الماء المشروب. وكان عليه
الصلاة والسلام غالباً ما يشرب وهو قاعد.



صفة تكأته:


عن جابر بن سَمُرَة قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مُتَّكئاً على وسادة على يساره ".

وعن عبد الرحمن بن أبي بَكرَة عن أبيه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ألا أحدِّثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا ر سول الله ، قال: الإشراك
بالله و عقوق الوالِدَين، قال وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
مُتَّكِئاً، قال وشهادة الزور أو قول الزور، قال فما زال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا لَيته سكت ".



صفة فراشه:



ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فراش من أدم. (أي من جلد مدبوغ) محشو بالليف.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " دخلت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثَّر بجنبه فبكيت، فقال: ما يُبكيك يا عبد
الله؟ قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-**رى وقيصر قد يطؤون على
الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد اثَّر في جنبك!.

فقال: لا تبكِ يا عبد الله فإن لهم الدنيا و لنا الآخرة ".



صفة نومه:



كان عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ينام أول الليل ، و يُحيي آخره .و كان إذا أوى إلى فِراشه قال:

(باسمك اللهم أموت و أحيا) ، و إذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النُّشور).

عن البراء بن عا** رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ
مضجعه، وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وقال: "ربِّ قِني عذابك يوم تبعث
عبادك"، رواه أحمد في المسند والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن حبان
وصححه الحافظ في الفتح.

وعن عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى
فراشه كل ليلة، جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما : قل هو الله أحد، وقل أعوذ
برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما
رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات "، رواه البخاري في الطب
والترمذي والظاهر أنه كان يصنع ذلك في الصحة والمرض وقال النووي في
الأذكار: " النفث نفخ لطيف بلا ريق ". ويستفاد من الحديث أهمية التعوذ
والقراءة عند النوم لأن الإنسان يكون عرضة لتسلط الشياطين.

وعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرَّس بليل ، اضطجع على
شقه الأيمن، وإذا عرَّس قبيل الصبح ، نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه، رواه
أحمد في المسند ومسلم في الصحيح ،كتاب المساجد باب قضاء الصلاة، والتعريس
هو نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة قاله في النهاية لعل ذلك
تعليماً للأمة لئلا يثقل بهم النوم فتفوتهم الصبح في أول وقتها. ويستفاد من
الحديث أن من قارب وقت الصبح ينبغي أن يتجنب الاستغراق في النوم وأن
يستلقي على هيئة تقتضي سرعة انتباهه إقتداءً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم.



صفة عطاسه:


عن أبي هريرة رضي عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس وضع يده
أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته"، رواه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم
وأقره الذهبي.



صفة مشيته:



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " ما رأيتُ شيئاً أحسن من رسول الله صلى
الله عليه و سلم كأنَّ الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحداً أسرع من رسول
الله صلى الله عليه و سلم كأنَّما الأرض تطوى له، إنَّا لَنُجهد أنفسنا
وإنَّه غير مكترث ".

و عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا مشى
تَكَفَّأ ( أي مال يميناً و شمالاً و مال إلى قصد المشية ) ويمشي الهُوَينا
( أي يُقارِب الخُطا ).

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى ، مشى
مجتمعاً ليس فيه **ل "، (أي شديد الحركة ، قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي)
رواه أحمد.

كان صلى الله عليه و سلم إذا التفت التفت معاً أي بجميع أجزائه فلا يلوي
عنقه يمنة أو يسرة إذا نظر إلى الشيء لما في ذلك من الخفة و عدم الصيانة
وإنّما كان يقبل جميعاً و يُدبِر جميعاً لأن ذلك أليَق بجلالته ومهابته هذا
بالنسبة للاتفاته وراءه، أمّا لو التفت يمنة أو يسرة فالظاهر أنه كان
يلتفت بعنقه الشريف.



صفة دُعائه:


" كان النبي صلى الله عليه و سلم يُحب الجوامع من الدعاء و يدع ما بين ذلك " ، حديث صحيح رواه أحمد.

و من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الأخلاق: (اللهم اهدني لأحسن
الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، و قني سيء الأعمال و سييء
الأخلاق، لا يقي سَيِّئها إلا أنت)، أخرجه النسائي.



صفة تسبيحه:


" كان يعقد التسبيح بيمينه"، حديث صحيح رواه البخاري و الترمذي و أبو داود ( أي يسبِّح على عقد أصابع يده اليمنى ).




من أخلاقه صلى الله عليه و سلم :



عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما خُيِّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد
ما يكون عنه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا
أن تُنهَكَ حُرمة الله، فينتقم للّه بها ".

وعن عائشة أيضاً قالت: " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئاً بيده
قط، و لا امرأة، و لا خدماً إلاّ أن يجاهد في سبيل الله، و ما نيلَ من شيء
قط، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيئاً من محارِم الله ، فينتقم لله ".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه (خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال: "
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً، فأرسلني يومأً
لِحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لِما أمرني به نبي الله صلى
الله عليه وسلم. فخرجتُ حتى أمُرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا
برسول الله صلى الله عليه وسلم بقفاي (من ورائي)، فنظرتُ إليه وهو يضحك.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أُنَيس ذهبتَ حيث أمرتُك، فقلت: أنا أذهب يا رسول الله!.

قال أنس رضي الله عنه: والله لقد خدمته تسع سنين ما عَلِمته قال لشيء
صنعتُه، لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولا عاب علَيّ شيئاً قط، والله ما قال لي أُف
قط"، رواه مسلم.

قلت فكم من مرة قلنا لوالدينا أفٍّ أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قال لخادمه أفٍّ قط!!.

وعن أبي هالة عن الحسن بن علي قال أن النبي عليه الصلاة والسلام كان خافض
الطرف (من الخفض ضد الرفع فكان إذا نظر لم ينظر إلى شيء يخفض بصره لأن هذا
من شأن من يكون دائم الفكرة لاشتغال قلبه بربه)، نظره إلى الأرض أطول من
نظره إلى السماء، وكان جل نظره الملاحظة (المراد أنه لم يكن نظره إلى
الأشياء كنظر أهل الحرص والشره بل بقدر الحاجة)، يسوق أصحابه أمامه (أي
يقدمهم أمامه، ويمشي خلفهم تواضعاً، أو إشارة إلى أنه كالمربي، فينظر في
أحوالهم وهيئتهم، أو رعاية للضعفاء وإغاثة للفقراء، أو تشريعاً، وتعليماً،
وفي ذلك رد على أرباب الجاه وأصحاب التكبر والخيلاء )، وكان صلى الله عليه
وسلم يبدر من لقي بالسلام.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس شرفاً وألطفهم طبعاً
وأعدلهم مزاجاً وأسمحهم صلة وأنداهم يداً لأنه مستغن عن الفانيات بالباقيات
الصالحات.



* وقد أكّد الرسول صلى الله عليه وسلم على التواضع في جملة في الأحاديث منها:

- قوله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً ، و خِياركم خِياركم لِنسائه خُلُقا ".

- وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن لَيُدرك بِحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم "، صحيح رواه أبو داود.

* العفو عند الخصام:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه و
سلم جالس يتعجب و يبتسم، فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى
الله عليه وسلم، فلحقه أبو بكر قائلاً له: يا رسول الله كان يشتمني وأنت
جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبتَ وقُمتَ !!.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان معك مَلَك يرد عليه ، فلما
رددتَ عليه وقع ال***** (أي حضر) يا أبا بكر ثلاث كلهن حق : ما من
عبدظُلِمَ بمظلمة فيُغضي (أي يعفو) عنها لله عز و جل إلا أعزَّ الله بها
نصره و ما فتح رجل باب عطِيَّة ( أي باب صدقة يعطيها لغيره) يريد بها صلة
إلا زاده الله بها كثرة، و ما فتح رجل باب مسألة (أي يسأل الناس المال )
يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قِلَّة ".

* من تواضع الرسول صلى الله عليه و سلم
عن أنس رضي الله عنه قال: " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لِما يعلمون من كراهيته لذلك "،
رواه أحمد والترمذي بسند صحيح.

"كان يزور الأنصار، ويُسَلِّم على صبيانهم ، و يمسح رؤوسهم "، حديث صحيح رواه النسائي.

وكان عليه الصلاة والسلام يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد
جنائزهم. وكان يجلس على الأرض و يأكل على الأرض ويجيب دعوة العبد، كما كان
يدعى إلى خبز الشعير فيجيب.



عن أنس رضي الله عنه قال: " كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
تُسبَق أو لا تكاد تُسبَق، فجاء أعرابي على قعود له (أي جمل) فسبقها، فشق
ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: "حق على الله
أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه "، رواه البخاري.

* من رِفق الرسول صلى الله عليه و سلم :

قال الله تعالى:{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.

عن أنس رضي الله عنه قال: " بينما نحن في المجلس مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فصاح به أصحاب رسول الله صلى
الله عليه و سلم: مَه مَه ( أي اترك ) !!.

قال النبي عليه الصلاة و السلام: لا تُزرموه، (لا تقطعوا بوله).

فترك الصحابة الأعرابي يقضي بَوله، ثم دعاه الرسول صلى الله عليه و سلم و قال له:

" إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنَّما هي لِذِكر الله
والصلاة و قراءة القرآن"، ثم قال لأصحابه صلى الله عليه و سلم: " إنَّما
بُعِثتم مُبَشِرين، ولم تُبعَثوا معسرين، صُبّوا عليه دلواً من الماء ".

عندها قال الأعرابي: "اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً ".

فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : "لقد تحجَّرتَ واسعاً"، (أي ضَيَّقتَ واسعاً)، متفق عليه.

وعن عائشة رضي الله عنها رَوَت أنَّ اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فدار بينهم الحوار الآتي:

- اليهود: السَّام عليك، (أي الموت عليك).

- الرسول صلى الله عليه و سلم : وعليكم.

- عائشة: السَّام عليكم، ولعنكم الله وغَضِبَ عليكم !.

- الرسول صلى الله عليه وسلم: مهلاً يا عائشة! عليكِ بالرِّفق، و إيَّاكِ و العنف و الفُحش .

- عائشة: أوَلم تسمع ما قالوا ؟!!.

- الرسول صلى الله عليه و سلم: أوَلم تسمعي ما قُلت، رددتُ عليهم، فيُستَجاب لي ولا يُستَجاب لهم فيَّ.

وفي رواية لمسلم: (لا تكوني فاحشة، فإنَّ الله لا يحب الفُحش والتَّفَحُّش).

* الرحمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قَبَّل رسول الله صلى الله عليه و سلم
الحَسَن بن عليّ، وعنده الأقرع بن حابس التيمي، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرة
من الولد ما قَبَّلتُ منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم قال: "من لا يَرحم لا يُرحم "، متفق عليه.

* سِعة قلبه منذ طفولته إلى لحظة وفاته:

روى ابن اسحق و ابن هشام أنَّ حليمة لمَّا جاءت كان على صدرها ولد لا يشبع
من ثديها و لا من ناقتها، فناقتها عجفاء وثديها جاف. وراحت تبحث عن طفل
تُرضِعه وتأخذ من المال من أهله ما تأكل به طعاماً فيفيض حليباً. بحثت في
الأطفال فلم تَرَ إلا اليتيم (محمد صلى الله عليه وسلم)، فأعرضت عنه و سألت
عن غيره فما جاءها غيره، فعادت إليه، أخذته ومشت. تقول حليمة فيما رواه
ابن اسحق: فلمَّا وضعته على ثديي ما أقبل عليه، وقد شعرتُ أن ثديي قد امتلأ
بالحليب، أعطيه الثدي لا يقبله، انتبهت إلى أن أخاه يبكي من الجوع فوضعته
فأخذت أخاه فأرضعته، فشرب، فشبع، ثم حملتُ ابني محمداً فوضعته على ثديي
فأخذه ".

ما أخذ ثديها وله أخ جائع و هو طفل صغير. إن الله تعالى جعله محبوباً من
اللحظة الأولى، فما كان يقبل أن يأكل حتى يأكل أخاه، وما كان يقبل أن يأكل
حتى يفيض الطعام.

وما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل من إناء وانتهى الطعام الذي فيه أبداً.

قال عنه عمه أبو طالب:كان إذا جاء الأولاد للطعام ، امتنع حتى يأكل الأولاد
جميعاً، و لا يقترب حتى يأكلوا لأنه لا يريد أن يُقَلِّل على أحد غذاءه،
فهو يصبر ليشبع الآخرون، فما كان يوماً يُجاذِب الدنيا أحداً، فهو يعلم أن
الحب ينبع من إعراضك عن الدنيا، فإذا أحببتَ الدنيا أعرض الناس عنك وإذا
أحببتَ الله أقبَلَ الناس إليك.

من منَّا إذا دخلَت عليه ابنته يقوم لها؟ كان إذا دخلت فاطمة قام لها وقال:
"مرحباً بمن أشبهَت خُلُقي وخلقي". و تعالوا نرى كيف عبَّر عليه الصلاة
والسلام عن حبه للزهراء ، هل كان ذلك بمال أو بأثاث؟ أبداً و لكن بقربان
إلى الله تعالى ، فكانت كلما جاء جبريل عليه السلام بكنز فيه قربة من الله،
يقول صلى الله عليه وسلم: " يا فاطمة، جاءني جبريل بكنز من تحت العرش،
تعالي أعطيكِ إيَّاه، فأنت أحبُّ الناس إلَيّ يا فاطمة. ولمَّا شَكَت له
يوماً من أعمال المنزل وطلبت منه خادمة، قال لها عليه الصلاة والسلام: ألا
أعطيكِ ما هو خير من ذلك؟ قالت: نعم فقال لها: تقولي بعد كل فريضة، سبحان
الله ثلاثاً وثلاثين والحمد لله ثلاثاً وثلاثين و الله أكبر ثلاث و ثلاثين
وتمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده
الخير وهو على كل شيء قدير ". فهذا خير لها من الخادمة في الدنيا والآخرة،
فهو يُعينها في دنياها وينفعها في آخرتها، وقد قبلت فاطمة ما أعطاها والدها
وهي مسرورة فرِحَة ...



* حبه لأمَّته صلى الله عليه وسلم:

بعد أن عُرِجَ بالنبي صلى الله عليه وسلم و كَرَّمه ربه، سأله رب العزة
:"يا محمد، أبَقِيَ لكَ شيء؟ قال : نعم ربي. فقال سبحانه وتعالى: سَل تُعط.
فقال: أمَّتي ، أمَّتي ". لم يقل أبنائي، لم يقل أصحابي، لم يقل أهلي، قال
أمَّتي.

و قد ورد في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى :{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5] ، أنه لمَّا نزلت عليه هذه الآية قال: "
اللهم لا أرضى يوم القيامة و واحد من أمَّتي في النار ".

لقد أرسل لنا عليه الصلاة والسلام نحن الذين نعيش في هذا الزمن ولكل الذين
عاشوا بعده: " بلِّغوا السلام عني من آمن بي إلى يوم القيامة ". سَلَّمَ
علينا قبل أن نكون شيئاً مذكوراً، و عرفنا قبل أن نعرفه ، فكيف لا نكافىء
هذا الحب بحب؟‍‍‍‍‍!!!.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه عدد خلقك ورضاء نفسك و
زنة عرشك ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرنا الغافلون.



* من كرم النبي صلى الله عليه و سلم:

عن أنس رضي الله عنه أنَّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه غنماً بين جبلين، فأتى قومه فقال:

" أي قوم، أسلِموا، فإنَّ محمداً يُعطي عطاء ما يخاف الفاقة، فإنه كان
الرجل لَيجيء إلى رسول الله ما يريد إلا الدنيا، فما يُمسي حتى يكون دينه
أحَبُّ إليه و أعَزُّ عليه من الدنيا و ما فيها ".

ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس صدراَ، أي أن جوده كان عن طيب قلب وانشراح صدر لا عن تكلف وتصنع .

وورد في رواية أخرى أنه عليه الصلاة والسلام كان أوسع الناس صدراَ وهو
كناية عن عدم الملل من الناس على اختلاف طباعهم وتباين أمزجتهم.

جامع صفاته صلى الله عليه وسلم:

عن إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب قال:

كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: ...." أجود
الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة ، من رآه
بديهةً هابه ، ومن خالطه معرفةً أحبه، يقول ناعِته لم أر قبله ولا بعده
مثله صلى الله عليه وسلم "، أخرجه الترمذي وابن سعد والبغوي في شرح السنة
والبيهقي في شعب الأيمان.

و ما ألطف قول ابن الوردي رحمه الله تعالى:

يا ألطف مرسل كريم ما ألطـف هذه الشمائل

عراقة أصله:

هو خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق، فلِنَسَبِهِ من الشرف أعلى ذروة،
وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين
يدي ملك الروم، فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيلته. وصدق الله تبارك
وتعالى إذ يقول :{فَإنَّهُمْ لاَ يُكَذَّبُونكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِنَ
بآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ}.

ويؤيد ذلك ما جاء على لسان أبي جهل عدو الله وعدو رسوله إذ قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -:

" قد نعلم يا محمد أنك تصل الرحم وتصدق الحديث ولا نكذبك ولكنّ نكذب الذي
جئت به " أخرجه الحاكم في مستدركه هذا صحيح على شرط الشيخين. فأنزل الله
-عز وجل-: {قَد نَعْلَمُ إنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ
فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذَّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِنَ بآيَاتِ الله
يَجحَدُونَ}، [الأنعام: 33].

ولهذا ورد أنهم عرضوا عليه الجاه والسيادة والملك وجمع الأموال والمغريات
الأخرى مقابل ترك هذه الدعوة أو جزءاً منها كحل وسط ولكنهم لم ينجحوا فيها
لأنّ موقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان ثابتاً.

وعرض هذه الأمور عليه يدل على سمو مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم - من
جهة النسب عند قومه قريش الذين كانوا يأنفون أن يخضعوا للوضيع مهما كان
الأمر وخاصة إذا جاء بأمر يخالف عاداتهم وتقاليدهم مثل ما جاء به رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- من الدين الحنيف والدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك
والأوثان وما كان سائداً في مجتمع مكة من عادات وتقاليد جاهلية.
عادة الصحابة في تعظيمه عليه الصلاة والسلام وتوقيره وإجلاله:

عن ابن شُمَاسَةَ المهَرِيِّ قال حضرنا عمرو ابن العاص فذكر لنا حديثاً
طويلاً فيه: "وما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا
أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيقُ أن أملأ عيني منهُ إجلالاً له، ولو
سئلتُ أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن املأ عيني منه ".

وروى الترمذي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرجعلى أصحابه
من المهاجرين والأنصار وهم جلوس فيهم أبو بكر وعمر، فلا يرفع أحدُ منهم
إليه بصره إلا أبو بكر وعمرُ، فإنهما كانا ينظران إليه، وينظر إليهما،
ويبتسمان إليه ، ويبتسمُ لهما.

ولما أذنت قريش لعثمان في الطواف بالبيت حين وجهه النبي صلى الله عليه وسلم
إليهم في القضية أبى وقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله
عليه و سلم.

وروى أسامة بن شريك قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله كأنما على رؤوسهم الطير ".

وفي رواية أخرى: " إذا تكلم أطرق جلساؤه وكأنما على رؤوسهم الطير".

وقال عروة بن مسعود حين وَجَّهَتْهُ قريش عام القضية إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ورأى من تعظيم أصحابه له ما رأى، وأنه لا يتوضأ إلا
ابتدروا وضوئه، وكادوا يقتتلون عليه ولا يبصق بصاقاً ولا يتنخم نخامة إلا
تلقوها بأكفهم، فدلكوا بها وجوههم وأجسادهم ، ولا تسقط منه شعرة إلا
ابتدروها، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده،
وما يُحِدَّونَ إليه النظر تعظيماً له، فلما رجع إلى قريش قال:

" يا معشر قريش ، إني جئتُ **رى في ملكه ، وقيصر في ملكه ، والنجاشي في
ملكه، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه ، وقد رأيت
قوماً لا يسلمونه أبداً ".

غض الصوت وقت مخاطبته صلى الله عليه وسلم:

من المعلوم أنَ الرسول صلى الله عليه وسلم هو المصدر الوحيد الذي يتلقى عنه
المسلمون تعاليم الله سبحانه وتعالى سواء كان قرآنا أو سنة أو حديثاً
قدسياً، لذلك يجب عليهم أن يتأدبوا معه صلى الله عليه وسلم أثناء كلامه
معهم أو كلامهم معه، وذلك بخفض الصوت وترك الجهر العالي كما يكون بين
الإنسان وصديقه لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذينَ ءامنوا لاَ تَرْفَعُوا
أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولاَ تَجْهَرُوا لَهُ بالقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ
تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2].

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: "هذا أدب ثان أدّب الله تعالى به
المؤمنين أن لا يرفعوا أصواتهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فوق
صوته".

والأدب هنا يحصل بمجانبة أمرين أثنين:

أولاهما: رفع الصوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم أخذا من النهي الوارد في قوله:

{لاَ تَرْفَعُوا أّصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتَ النَّبيِّ ..}.

ثانيهما: الجهر بالقول له صلى الله عليه وسلم كالجهر بعضكم بعضاً أخذا من
النهي الوارد في قوله تعالى: {.... ولاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ .....}.

وقد فرق المفسرون بين النهيين الواردين في الآية حيث قالوا: إن الأول يتعلق
برفع الصوت فوق صوته - صلى الله عليه وسلم - أثناء كلامه معهم، وأما
الثاني فيتعلق بالجهر له صلى الله عليه وسلم وقت صمته.

ومنهم من يقول: إن النهي الأول يتعلق وقت خطابه معهم أو خاطبهم معه أو
صمته، وأنّ الثاني يتعلق بندائه صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد أو بكنيته
، مثل يا محمد أو يا أبا القاسم.

وقد أجمل النيسابوري رحمه الله تعالى في ما ورد في التفريق بين هذين النهيين قائلاً:
" والجمهور على أن بين النهيين فرقاً ثم اختلفوا فقيل:

الأول: فيما إذا نطق ونطقتم أو أنصت ونطقوا في أثناء كلامه فنهوا أن يكون جهرهم باهر الجهر.

والثاني: فيما إذا سكت ونطقوا ونهوا عن جهر مقيد بما اعتادوه بما بينهم وهو
الخالي عن مراعاة أبهة النبوة. وقيل: النهي الأول أعم مما إذا نطق ونطقوا
أو أنصت ونطقوا والمراد بالنهي الثاني أن لا ينادى وقت الخطاب باسمه أو
كنيته كنداء بعضكم لبعض فلا يقال : يا أحمد يا محمد يا أبا القاسم، ولكن يا
نبي الله يا رسول الله.

والأدب الثاني هو أدبهم مع نبيهم في الحديث والخطاب وتوقيرهم له في قلوبهم
توقيراً ينع** على نبراتهم وأصواتهم، ويميز شخص رسول الله صلى الله عليه
وسلم بينهم، ويمييز مجلسه فيهم، والله يدعوهم إلى ذلك النداء الحبيب
ويحذرهم من مخالفة ذلك التحذير الرهيب.

والتحذير الرهيب هو إحباط العمل الصالح بدون شعور صاحبه أخذاً من قوله تعالى:

{.. أّنْ تَحْبَطَ أَعْمِالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ}.

وأحسن ما قيل في تأويل هذه الآية ما ذكره ابن المنير- رحمه الله حيث يقول:

" والقاعدة المختارة أنّ إيذاءه - عليه الصلاة والسلام -يبلغ مبلغ الكفر
المحبط للعمل باتفاق، فورد النهي عما هو مظنّة لأذى النبي- صلى الله عليه
وسلم - سواء وجد هذا المعنى أو لا، حمايةً للذريعة وحسماً للمادة.

وهذا على غرار قوله تعالى في قضية الإفك:{... وَتَحْسَبُونَهُ هَيَّناً وَهوَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ}.

وقوله صلى الله عليه وسلم" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي
لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا
يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم"، صحيح البخاري.

وقد التزم الصحابة رضوان الله عليهم بهذا الأدب مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في عهده كما ورد في الآثار: منها قول أبي بكر رضي الله عنه لرسول
الله صلى الله عليه وسلم: "والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك
إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل "، أورده الحاكم في مستدركه وقال هذا
حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

هكذا ارتعشت قلوبهم وارتجفت تحت وقع ذلك النداء الحبيب، وذلك التحذير
الرهيب، وهكذا تأدبوا في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية أن تحبط
أعمالهم وهم لا يشعرون وتداركوا أمرهم ولكنّ هذا المنزلق الخافي عليهم كان
أخوف عليهم فخافوه واتقوه:

{إنَّ الذينَ يَغُضُّونَ أَصوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ
الَّذِيْنَ امتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُمْ للِتَّقْوَى لَهُم مَغْفِرَةٌ
وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: 3].

هكذا كان الأمر في حياته صلى الله عليه وسلم وأمَا بعد مماته فكذلك يجب على
المسلم أن يتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث لا يرفع صوته عند
سماع أحاديثه صلى الله عليه وسلم لأن حرمته ميتاً كحرمته حياً سواءً بسواء
وأن أحاديثه تقوم مقامه.

يقول ابن العربي رحمه الله تعالى:

" حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتاً كحرمته حياً وكلامه المأثور بعد
موته في الرفعة مثل كلامه المسموع من لفظه ، فإذا قُرِيء كلامه وجب على كل
حاضر ألا يرفع صوته عليه، ولا يعرض عنه كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند
تلفظه به، وقد نبّه الله تعالى على دوام الحرمة المذكورة على مرور الأزمنة
بقوله تعالى:




على مرور الأزمنة بقوله تعالى:



{وإذا قُرِىءَ القُرْآنُ فاسْتَمِعُوا لَهُ وأَنصِتُوا ...} [الأعراف: 204].

وكلام النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي وله الحرمة مثلما القرآن إلا
معاني مستثناة بيانها في كتب الفقه، والله أعلم. ويُراعى هذا الأدب - وهو
عدم رفع الصوت - أيضا في مسجده صلى الله عليه وسلم، لما أخرجه البخاري
بسنده عن السائب بن يزيد قال: " كنتُ قائماً في المسجد فحصبني رجل، فنظرت
فإذا هو عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأتِني بهذين فجئته بهما، قال: من أنتما؟
أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف قال: لو كنتما من أهل البلد
لأوجعتكما ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم"، صحيح
البخاري.

كما أن هذا الأدب المستفاد من الآية يكون مع العلماء لأنهم ورثة الأنبياء
وكذلك مع الأبوين وغيرهما لمن له فضل على الإنسان المسلم ، فلا شك أنّ
هؤلاء الأشخاص يأخذون هذا الحكم وينبغي التأدب معهم وتوقيرهم بالشكل اللائق
بهم مع مراعاة الفرق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنَ مقامه
أرفع من هؤلاء جميعاً وهو صلى الله عليه وسلم المعنيُّ بالآية أصلاً وهؤلاء
تبعاً وليس الفرع كالأصل وإن اشتركا في أمور، والله تعالى يقول:
{النَّبيُّ أَوْلَى بالمُؤْمِنِيْنَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ...} [الأحزاب: 6]
بل ينبغي أن يحترم العبد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من سيده.

وفي مجال التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم جاء التنبيه في القرآن
الكريم على ضرورة عدم مناداته بطريقة جافة ومزعجة بل لا بد من مراعاة مقامه
وقدره وبالأخص عندما يكون في بيته مع نسائه وأولاده.

يقول تعالى: {إنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُرَاتِ
أَكْثَرُهم لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ
إِلَيْهمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ واللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 4] .

عن الأقرع بن حابس رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "
يا محمد أخرج إلينا، فلم يجبه ، فقال: يا محمد إن حمدي زين وانّ ذمي شين"،
فقال الله تعالى: {إنَّ الَّذِيْنَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُراتِ
أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}.

وقد تضمنت الآية أمرين :

أولهما: عدم إزعاج الرسول صلى الله عليه وسلم في وقت خلوته في بيته مع نسائه بالنداء غير اللائق به.

وثانيهما: الإرشاد إلى ما ينبغي أن يفعل في هذه الحالة وهو الانتظار إلى أن يحين وقت خروجه.

و في ذلك قال الله عز وجل: {وّلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ
إِلَيهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ} أي: لكان في ذلك الخير والمصلحة في
الدنيا والآخرة.

وهذا لا يعني أنه لا يجوز مناداته صلى الله عليه وسلم بتاتاً ، وإنما
المحظور مناداته في وقت خلوته مع نسائه في بيته كما في هذه الحالة، وكذلك
مناداته بصوت مرتفع خالٍ من الاحترام والتقدير بل ينبغي أن ينادى بصوت
منخفض وبصيغة معينة تتناسب مع قدره وعظمته ووقاره مثل: يا رسول الله، يا
نبي الله ، لا مجرد اسمه مثل: يا محمد، ويا أحمد، ويا أبا القاسم . كما
ينادي الناس بعضهم بعضاً.

وهذا ما أشار إليه قوله تعالى:

{ لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ...} [النور: 63].

ومما تدل عليه هذه الآية أنه نهي لهم عن الإبطاء إذا أمرهم والتأخر إذا دعاهم.

يجب على المسلم أن يدع هذه النداءات السوقية في لفظها وكيفيتها مثل: يا
محمد، ويا أحمد، أو كنيته مثل: يا أبا القاسم كما كانوا يفعلونه من قبل،
وأن يناديه صلى الله عليه وسلم نداءً يتناسب مع مقامه ومكانته مثل: يا رسول
الله ويا نبيالله ، اقتداءً بما في القرآن من نداء الله سبحانه وتعالى له
صلى الله عليه وسلم بحيث لم يناد رسوله في القرآن بمجرد اسمه ولو مرة واحدة
وإنما ناداه بصفة النبوة والرسالة وغيرها من الصفات الثابتة له في القرآن
الكريم.

كقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبيُّ قُلْ لأزْوَجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ
تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا...} [الأحزاب: 28] و {يا أَيُّهَا
المُزَّمِّلُ قمِ اللَّيْلَ إِلاّ قَلِيلاً.. } و {يَا أّيُّهَا
المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ }.

مع أنه سبحانه قد قال:

{ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ..} [البقرة: 35].

{ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ...} [هود: 46].

{ يَا إبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ...} [هود: 76].

{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيْفَةً فِي الأَرْضِ ..} [ص: 26].



لزوم محبته صلى الله عليه وسلم :

قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ
وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ
اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي
سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. [ التوبة: 24] .

فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحُجَّة على إلزام محبته، ووجوب فرضها وعظم
خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرَّع الله تعالى من كان
ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله، وتوَعَّدهم بقوله تعالى:
{فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}. [التوبة: 24]. ثم
فسَّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضَلّ ولم يهده الله سبحانه وتعالى.

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثَلاثٌ مّنْ كُنَّ
فيه وجَدَ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهمُا، وأن
يُحبَّ المرءَ لا يُحبهُ إلا لله، وأن يَكرَهَ أن يعود في الكفر كما يكره
أن يُقذف في النار "، رواه مسلم ونسائي.

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن
أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده ووالده والناس أجمعين "،
أخرجه البخاري ومسلم.



حب الرسول صلى الله عليه وسلم من تمام الإيمان:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من
نفسه وماله وولده ووالده والناس أجمعين "، أخرجه الشيخان وأحمد والنسائي.

وفي الحديث جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسام المحبة التي تكون بين الناس وهي ثلاثة:

1- محبة إجلال وإعظام كمحبة الولد والده.

2- محبة إشفاق ورحمة كمحبة الوالد ولده.

3- محبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس.

أما محبته صلى الله عليه وسلم فهي فوق هذا كله كما يفيد أفعل التفضيل في قوله:" أحب أليه".
وفي حديث عمر: " أنت أحبُّ إليّ يا رسول الله من كل شيء إلا نفسي التي بين
جنبي. فقال له عليه الصلاة والسلام: لا تكون مؤمناً حتى أكون أحب إليك من
نفسك، فقال عمر: والذي أنزل عليك الكتاب، لأنت أحبُ إلىَّ من نفسي التي بين
جنبي، فقال صلى الله عليه وسلم: " الآن يا عُمُر تم إيمانك "، أخرجه
البخاري.

قال القاضي عياض:

" اختلف الناس في تفسير محبة الله ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم وكثرت
عباراتهم في ذلك وليست ترجع بالحقيقة إلى اختلاف مقال ولكنها اختلاف أحوال ،
فقال سفيان : " المحبة اتِّباع الرسول، كأنه التفت إلى قوله تعالى: {قُل
إنْ كُنْتُم تُحِبُّونَ الله فاَتَّبعُونِ يُحْبِبْكُمُ الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
msa
عضو نشيط
عضو نشيط
msa


عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 40

صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلُقية Empty
مُساهمةموضوع: اللحظات الأخيرة لوفاة الرسول (( صلى الله عليه وسلم ))....   صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلُقية Emptyالأحد 26 يونيو 2011, 06:22

قبل الوفاة ، آخر شئ للرسول كان حجة الوداع ، وبعدها نزل قول الله عز وجل اليوم أكملت لكم دينكم

وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ..

فبكي أبوبكر الصديق عند سماعه هذه الآيه .. فقالوا له مايبكيك يا أبوبكر انها آيه مثل كل آيه نزلت علي

الرسول .. فقال : هذا نعي رسول الله .

وعاد الرسول .. وقبل الوفاه ب 9 أيام نزلت آخر ايه من القرآن واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس

ما كسبت وهم لا يظلمون

وبدأ الوجع يظهر علي الرسول فقال : أريد أن أزور شهداء أحد فذهب الي شهداء أحد ووقف علي قبور الشهداء

وقال : السلام عليكم يا شهداء أحد

، أنتم السابقون وإنا إنشاء الله بكم لاحقون ، وإني إنشاء الله بكم لاحق .


وأثناء رجوعه من الزياره بكي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ( قالوا ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال : اشتقت الي

إخواني ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : لا

أنتم أصحابي ، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني .

اللهم أنا نسالك أن نكون منهم

وعاد الرسول ، وقبل الوفاه ب 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه ، فقال : اجمعوا زوجاتي

، فجمعت الزوجات ، فقال النبي :

أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ فقلن : أذن لك يا رسول الله فأراد أن
يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي

وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الي حجرة السيده عائشه فرآه الصحابه علي هذا الحال لأول مره .. فيبدأ الصحابه في السؤال بهلع :

ماذا أحل برسول الله .. ماذا أحل برسول الله . ف.... الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه .

فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره ، فقالت السيده عائشه : لم أر في حياتي
أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل . فتقول : كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه

، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي. وتقول : فأسمعه يقول : لا اله إلا الله ،
إن للموت لسكرات. فتقول السيده عائشه : فكثر اللغط أي الحديث في

المسجد اشفاقا علي الرسول فقال النبي : ماهذا ؟. فقالوا : يارسول الله ،
يخافون عليك . فقال : احملوني إليهم. فأراد أن يقوم فما استطاع ،

فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق . فحمل النبي وصعد إلي المنبر .. آخر خطبه لرسول الله و آخر كلمات له :

فقال النبي : أيها الناس ، كأنكم تخافون علي فقالوا : نعم يارسول الله .
فقال : أيها الناس ، موعدكم معي ليس الدنيا ، موعدكم معي عند الحوض .

والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا . أيها الناس ، والله ما الفقر أخشي
عليكم ، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم ،
فتهلككم كما أهلكتهم .
ثم قال : أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه بمعني
أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاه ، وظل يرددها ، ثم قال : أيها
الناس

، اتقوا الله في النساء ، اتقوا الله في النساء ، اوصيكم بالنساء خيرا

ثم قال : أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ،
فاختار ما عند الله فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه ،
سيدنا أبوبكر هو

الوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع
النبي وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ، فديناك
بأزواجنا ،

فديناك بأموالنا ، وظل يرددها ..


فنظر الناس إلي أبوبكر ، كيف يقاطع النبي .. فأخذ النبي يدافع عن أبوبكر
قائلا : أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من

فضل إلا كافأناه به ، إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي
الله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا ...

وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم ، فقال :

آواكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله .. وآخر
كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من علي منبره قبل نزوله ، قال :

أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه.


وحمل مرة أخري إلي بيته . وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده
سواك ، فظل النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع ان يطلبه من شدة

مرضه . ففهمت السيده عائشه من نظرة النبي ، فأخذت السواك من عبد الرحمن
ووضعته في فم النبي ، فلم يستطع أن يستاك به ، فأخذته من النبي وجعلت تلينه

بفمها وردته للنبي مره أخري حتي يكون طريا عليه فقالت : كان آخر شئ دخل جوف
النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن
يموت .


تقول السيده عائشه : ثم دخل فاطمه بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي
لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه .. فقال

النبي ( ادنو مني يا فاطمه ) فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت قال لها النبي( ادنو مني يا فاطمه ) فحدثها مره أخري في

اذنها ، فضحكت ..... ( بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي ، فقالت : قال لي
في المره الأولي ( يا فاطمه ، إني ميت الليله ) فبكيت ، فلما وجدني أبكي

قال ( يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .

تقول السيده عائشه : ثم قال النبي ( أخرجوا من عندي في البيت ) وقال ( ادنو مني يا عائشه ) .....

فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول ( بل الرفيق الأعلي ،
بل الرفيق الأعلي ) .. تقول السيده عائشه : فعرفت أنه يخير ...


سيدنا جبريل دخل علي النبي وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن
أن يدخل عليك ، وما استأذن علي أحد من قبلك . فقال النبي ( إءذن له يا
جبريل ) .....

فدخل ملك الموت علي النبي وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله
أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله . فقال النبي ( بل الرفيق

الأعلي ، بل الرفيق الأعلي )

ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال : أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد
الله ، أخرجي إلي رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ..

تقول السيده عائشه : فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي

وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول
الله . تقول : فانفجر المسجد بالبكاء . فهذا علي بن أبي طالب أقعد ، وهذا

عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمني ويسري وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه
ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه ، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب

موسى للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات . أما أثبت الناس فكان
أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي واحتضنه وقال : وآآآ خليلاه ،
وآآآ

صفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي وقال : طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله .

ثم خرج يقول : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن
الله حي لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب ، يقول : فعرفت أنه

قد مات ... ويقول : فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي ....

ودفن النبي والسيده فاطمه تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه
النبي ... ووقفت تنعي النبي وتقول : يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ،
جنة

الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، الي جبريل ننعاه .


وصلى الله على سيدنا وحبيبنا وخاتم الانبياء محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه وجميع من تبعه الى يوم الدين ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلُقية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كل شئ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من مولده حتى وفاته 9
» كل شئ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من مولد ختى وفاته 10
» كل شئ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مولده حتى وفاته 11
» كل شئ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مولده حتى وفاته 1
» كل شئ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مولده حتى وفاته 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خاتم المرسلين :: قسم المصطفى ( عليه افضل الصلاة والسلام ) :: السيرة النبوية-
انتقل الى: