عدد الفرائض:
لا يخفي عليك _ أيتها المؤمنة_ أن الله تعالي قد فرض عليك خمس صلوات في اليوم و الليلة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء. فعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن أعرابيا جاء الي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله علي من الصلاة، قال: "الصلوات الخمس الا أن تطوع شيئا"
مواقيت الصلاة:
اعلمي أن للصلاة أوقاتا محدودة لابد أن تؤدي فيها، لقوله تعالي: (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ) (سورة النساء 103) أي فرضا مؤكدا ثابتا ثبوت الكتاب.
وقد حددت السنة وبينت معالم هذه الأوقات، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : "وقت الظهر: إِذا زالت الشمس، وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر: ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب: ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إِلي نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح: من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس، فإِذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة، فإِنها تطلع بين قرني شيطان".
فدل هذا الحديث وغيره إِلي ما يلي:
1- وقت الظهر:
(من زوال الشمس إِلي أن يصير ظل الشئ مثله وهو بداية وقت العصر)
ويستحب تقديم الظهر في أول وقته، لحديث جابر بن سمرة قال: " كان النبي صلي الله عليه وسلم يصلي الظهر إِذا دحضت الشمس" يعني إِذا مالت عنوسط السماء جهة المغرب.
لكن يستجب تأخير الظهر والإِبراد به إِذا اشتد الحر، لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "إِذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإِن شدة الحر من فيح جهنم".
2- وقت العصر:
من صيرورة ظل الشئ مثله إِلي اصفرار الشمس _في حال الاختيار_ للحديث المتقدم، ولا يجوز تأخيرها إِلي أن تصفر الشمس، لقول النبي صلي الله عليه وسلم: " تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتي إِذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله إِلا قليلا"، لكن لو وجد عذر أو ضرورة فلا حرج في صلاتها قبل غروب الشمس لحديث أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " من أدرك ركعة من العصر قبل غروب الشمس فقد أدرك العصر" وهذا محمول علي حال الأضطرار فقط جمعا بين الأدلة.
ويستحب التبكير بالعصر، فعن أنس رضي الله عنه: " أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حي، فيذهب الذاهب إِلي العوالي فيأتي العوالي والشمس مرتفعه".
واحذري أيتها المسلمة أن تفوتك صلاة العصر، فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: " من ترك صلاة العصر حبط عمله".
وكيف لا يكون كذلك وهي الصلاة الوسطي التي أكد الله تعالي علي المحافظة عليها في قوله تعالي: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة 238).
3- وقت االمغرب:
من غروب الشمس إِلي أن يغيب الشفق.
ويستحب تعجيل المغرب ويكره تأخيرها، لقوله صلي الله عليه وسلم: " لا تزال أمتي بخير أو علي الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتي تشتبك النجوم".
ولحديث رافع بن خديج قال: " كنا نصلي المغرب مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فينصرف أحدانا وإِنه ليبصر مواقع نبله".
4- وقت العشاء:
من غياب الشفق إِلي منتصف الليل لحديث عبدالله بن عمرو المتقدم.
ويستحب تأخير العشاء ما لم تكن مشقة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: أعتم رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات ليلة حتي ذهب عامة الليل، وحتي نام أهل المسجد، ثم خرج فصلي، فقال: "إِنه لوقتها لولا أن أشق علي أمتي".
ويكره النوم قبل العشاء، وكذلك يكره الحديث بعدها إِلا لمصلحة. فعن أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم: " كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها"، لكن يجوز الحديث لمصلحة كالسمر مع الأهل ونحوه، ففي حديث ابن عباس " أن النبي صلي الله عليه وسلم تحدث مع أهله _ميمونة_ ساعة ثم رقد ( أي نام ) . . ." الحديث.
5- وقت الفجر:
من طلوع الفجر إِلي طلوع الشمس، لقوله صلي الله عليه وسلم: "وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس".
ويستحب التبكير بالصبح في أول وقته وهو ما يسمي (التغليس) لحديث عائشة قالت: " كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن، ثم ينقلبن إِلي بيوتهن حين يقضين الصلاة، لا يعرفهن أحد من الغلس".
وعن أبي مسعودالأنصاري: "أن رسول الله صلي الله عليه وسلم صلي صلاة الصبح مرة بغلس ثم صلي مرة أخري فأسفر بها، ثم كانت صلاته بعد ذلك التغليس حتي مات لم يعد إِلي أن يسفر".