رحمــــــــــة عضو جديد
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 03/06/2011
| موضوع: من علوم القرآن (( متجدد )) الأحد 05 يونيو 2011, 16:56 | |
| السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ورد لفظ ( الأمر ) بمشتقاته المختلفة في القرآن الكريم في أكثر من مائتي موضع
بين اسم وفعل وبمعان مختلفة بحسب السياق الذي ورد فيه كقوله تعالى
{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه}
وقوله سبحانه { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به }
وقوله تعالى: { فلا ينازعنك في الأمر } ونحو ذلك من الآيات
وقبل الوقوف على المعاني التي ورد فيها لفظ ( الأمر ) في القرآن
يحسن بنا أن نعود إلى معاجم اللغة، لمعرفة معنى ( الأمر ) في لغة العرب
تفيد معاجم اللغة أن لفظ ( الأمر ) يأتي على خمسة معان أساسية
الأول ( الأمر ) بمعنى ( الفعل ) و( الشأن ) ويجمع على أمور
تقول هذا أمر رضيته وهذا أمر لا أرضاه وعلى هذا المعنى جاء قولهم في المثل أمر ما أتى بك
الثاني: ( الأمر ) الذي هو نقيض ( النهي ) ويجمع على أوامر
كقولك: افعل كذا على جهة الأمر والطلب؛ وهو مقابل ( النهي ) عن فعل ما
الثالث: ( الأمر ) بمعنى النماء والبركة؛ وعلى هذا المعنى جاء قول العرب
من قل ذلَّ ومن أمِرَ فلَّ أي من كثر غلب ومنه قولهم: لقد أمِرَ بنو فلان أي: كثروا
الرابع: ( الأمر ) بمعنى العلامة تقول: جعلت بيني وبينك أمارة وأمارًا أي: موعدًا وأجلاً
الخامس: ( الإمْر ) بكسر الهمزة، كـ ( الإصر ) بمعنى ( العَجَب )
يقال: شيء إمْر أي: عجب ومنكر ومنه قول الشاعر:
لقد لقي الأقران مني نكرًا داهية دهياء إدًّا إمْرًا
أما في القرآن الكريم، فقد جاء لفظ ( الأمر ) على عدة معان مختلفة:
فجاء بمعنى ( الوعد )، ومنه قوله تعالى: { أتى أمر الله فلا تستعجلوه }
فـ ( الأمر ) هنا ( الوعد ) أي: ما وعدهم به من المجازاة ومثله قوله سبحانه
{ حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور } أي: جاء وعد الله بإرسال الطوفان على قوم نوح
وجاء ( الأمر ) في القرآن بمعنى ( الدين ) ومنه قوله تعالى: { حتى جاء الحق وظهر أمر الله }
(التوبة:48)، يعني دين الله الإسلام؛ ومثله قوله سبحانه: { فلا ينازعنك في الأمر }
فـ ( الأمر ) في الآيتين يراد به دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
وجاء ( الأمر ) في القرآن بمعنى ( الشأن ) و( الفعل ) ومنه قوله تعالى
{ وما أمر فرعون برشيد } أي: وما فعل فرعون وشأنه برشيد
ومنه قوله سبحانه: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره } أي: عن سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته
وجاء ( الأمر ) بمعنى ( القول ) ومنه قوله تعالى عن قوم فرعون
حين اختلفت أقوالهم حول موسى عليه السلام، وما جاءهم به: { فتنازعوا أمرهم بينهم }
أي: تنازعوا القول بينهم واختلفوا في أمر موسى وقوله سبحانه عن أصحاب الكهف
{ إذ يتنازعون بينهم أمرهم } أي: اختلف قول علية القوم في شأن الفتية المؤمنة
الذين فروا بدينهم ولجؤوا إلى الكهف
وجاء ( الأمر ) بمعنى ( الحساب )، ومنه قوله تعالى: { وقال الشيطان لما قضي الأمر }
أي: انتهي من الحساب، وبيان كل إنسان ما له وما عليه؛ وقوله سبحانه
{ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر } أي: فُرغ من الحساب
وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار
وجاء ( الأمر ) بمعنى ( الذنب )، ومنه قوله تعالى: { ليذوق وبال أمره }
وقوله سبحانه: { ذاقوا وبال أمرهم } فـ ( الأمر ) في الآيتين وما شابههما معناه ( الذنب )
أي: نالهم عاقبة ما ارتكبوه من الذنوب والمعاصي
وجاء ( الأمر ) بمعنى القضاء والقدر ومنه قوله تعالى { يدبر الأمر }
وقوله سبحانه: { ومن يدبر الأمر } (يونس:31) قال مجاهد : يقضيه ويقدره وحده
وأخيرًا لا آخرًا فقد جاء ( الإمْر ) بكسر الهمزة في القرآن بمعنى ( العجب )
ومنه قوله تعالى: { لقد جئت شيئا إمرا } أي: لقد جئت شيئًا عجبًا ومنكرًا
ولا يقتصر لفظ ( الأمر ) في القرآن على المعاني السابقة
بل قد يأتي على معان أُخر يحددها السياق والموضوع والمهم في هذا الصدد
أن نعلم أن هذه المعاني المذكورة للفظ ( الأمر ) ليست معان متعينة
لا يحتمل المقام غيرها وإنما هي معان يحتملها اللفظ ويحتمل غيرها
وقد يرجح السياق الذي ورد فيه لفظ ( الأمر ) معنى على آخر
اسال الله ان يفقهنا في ديننا و يجعلنا ممن يستعمون القول فيتبعون احسنه
| |
|
رحمــــــــــة عضو جديد
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 03/06/2011
| موضوع: رد: من علوم القرآن (( متجدد )) الإثنين 06 يونيو 2011, 19:04 | |
| علم أسباب النزول من علوم القرآن المهمة التي اعتنى بها علماء المسلمين قديماً وحديثاً
وقد دلَّ على مدى اهتمامهم بهذا العلم كثرة الجهود المبذولة في سبيل تدوينه
وإفرادهم له بالعديد من المؤلفات الخاصة
ويُقصد بعلم أسباب النزول ذِكْرُ كل ما يتصل بنزول الآيات القرآنية من القضايا والحوادث
سواء في ذلك قضايا المكان أو حوادث الزمان، التي صاحبت نزول القرآن الكريم
وقد تحدث العلماء عن الطرق التي تثبت بها أسباب النزول، وحصروها في أخبار وروايات الصحابة
الذين شاهدوا الوحي وعاصروا نزوله وعاشوا الوقائع والحوادث وظروفها
وأيضاً فإن الأخبار التي نقلها التابعون الذين تلقوا العلم عن الصحابة
تعتبر مرجعاً مهماً في معرفة أسباب النزول
وكان من هدي السلف الصالح رضي الله عنهم التحرز عن القول في أسباب النزول
من غير خبر صريح أو علم صحيح
أما عن فوائد هذا العلم - كما ذكرها العلماء - فهي كثيرة، منها أن معرفة أسباب النزول
تُعين القارئ لكتاب الله على فهمه فهماً صحيحاً سلمياً وذلك أن العلم بالسبب يُورث العلم بالمسبَّب
ومنها أنها تُيسِّرُ حفظ كتاب الله وتُثَبِّتُ معناه، لأن ربط الأحكام بالحوادث والأشخاص والأزمنة
والأمكنة يساعد على استقرار المعلومة وتركيزها
وقالوا أيضا في فوائد هذا العلم إنه يمكِّن من معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم
ومن المعلوم أن هناك من الآيات ما يصعب فهم المراد منها، ويقع الخطأ في تفسيرها
في حال الجهل بأسباب نزولها
من هنا كان من الأهمية بمكان - لقارئ كتاب الله عامة وللمفسر خاصة -
أن يكون على علم ودراية بأسباب النزول ليكون على بصيرة من كتاب ربه
فيفهمه فهماً صحيحاً سليماً، أما إذا لم يكن على معرفة وبينة من تلك الأسباب
فربما فهمه على غير ما قُصِد منه، فيكون قد أخطأ من حيث أراد الصواب
ولنمثل لذلك بمثال وهو قوله تعالى
{ وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها }
فهذه الآية لا يستقيم فهمها فهماً صحيحاً إلا في ضوء معرفة سبب نزولها
وقد جاء في سبب نزولها، ما رواه البخاري في "صحيحه" من حديث البراء رضي الله عنه أنه قال
(كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره فأنزل الله
{ وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها }
فالمراد من الآية على ضوء سبب نزولها ليس مجرد الأمر بالدخول من الأبواب على حقيقته
بل المراد منها الأمر بالتزام أوامر الله ونواهيه وطاعته على وفق ما أمر وشرع
وأمثلة هذا كثير في القرآن
وكما ذكرنا بداية فإن أسباب النزول قد أفرد لها أهل العلم مؤلفات خاصة لعل من أهمها كتاب
"أسباب النزول" للواحدي وكتاب "أسباب النزول" للسيوطي وللحافظ ابن حجر تأليف فيها أيضاً
إضافة إلى أن كل من كتب في علوم القرآن أفرد بحثاً خاصاً بأسباب النزول
ومن المفيد هنا الإشارة إلى أن العلماء قرروا قاعدة متعلقة بأسباب النزول
مفادها أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وتعني هذه القاعدة باختصار
أن النص الشرعي إذا ورد بسبب واقعة معينة حصلت في عصر التنزيل
فإن الحكم لا يكون مقتصراً على تلك الواقعة فحسب، وإنما يكون حكماً عاماً في كل ما شابهها
من وقائع ونوازل وذلك أن أحكام القرآن - من حيث الأصل - هي أحكام عامة لكل زمان ومكان
وليست أحكاماً خاصة بأفراد معينين
ولتوضيح هذه المسألة نذكر مثالاً يكشف المقصود منها
فقد أخرج البخاري في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنه أن هلال بن أمية
قذف امرأته بـ شريك بن سحماء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
( البينة أو حدٌّ في ظهرك ) فقال يا رسول الله إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلاً ينطلق يلتمس البينة
فأنزل الله تعالى { والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم
أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين } فهذه الآية سبب نزولها خاص وهو هذه الحادثة
إلا أن حكم اللعان الذي جاءت به حكم عام خُوطب به جميع المسلمين ومن هنا قال أهل العلم
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
وقد توسع العلماء في بحث أسباب النزول وفيما ذكرناه قليل من كثير نحيل من أحب التوسع
في هذه المسألة إلى مظانها والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
| |
|
رحمــــــــــة عضو جديد
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 03/06/2011
| موضوع: رد: من علوم القرآن (( متجدد )) الأربعاء 15 يونيو 2011, 15:46 | |
| المحكم والمتشابه...تعريفه وفوائده وموقف المسلم منه
في موضوع المحكم والمتشابه نقرأ الآيات الكريمات
قوله تعالى { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات
هن أم الكتاب وأخر متشابهات }
وقوله أيضا { كتاب أحكمت آياته ثم فُصِّلت من لدن حكيم خبير }
و( المحكم ) و( المتشابه ) لفظان متقابلان إذا ذُكِرَ أحدهما استدعى الآخر ضرورة
وهما بحثان رئيسان من أبحاث علوم القرآن أفاض العلماء القول فيهما
وتفاوتت أنظارهم في تعريفهما وحقيقتهما
وهما كذلك بحثان مهمان من أبحاث أصول الفقه
و( المحكم ) من حيث اللغة مأخوذ من حَكَمْتُ الدابة وأحكمتها
بمعنى أحكمت وثاقها ومنعتها من التفلُّت والهرب
وإحكام الكلام إتقانه وتمييز الصدق فيه من الكذب
أما ( المحكم ) اصطلاحا فقد اختلفت أنظار أهل العلم في تعريفه
فقال بعضهم هو ما عُرِفَ المراد منه
وقال آخرون هو ما لا يحتمل إلا وجها واحدا وعرَّفه قوم بأنه
ما استقلَّ بنفسه ولم يحتج إلى بيان
ويمكن إرجاع هذه التعريفات إلى معنى واحد هو معنى البيان والوضوح
و( المتشابه ) لغة مأخوذ من الشبه والتشابه تقول فلان يشبه فلانًا
أي يماثله وله من الصفات ما للآخر وعلى هذا
فتشابه الكلام تماثله وتناسبه بحيث يصدِّق بعضه بعضا
أما تعريف ( المتشابه ) اصطلاحا فعرفه بعضهم بأنه
ما استأثر الله بعلمه وعرفه آخرون بأنه ما احتمل أكثر من وجه
وقال قوم ما احتاج إلى بيان بردِّه إلى غيره
وبناءً على التعريف اللغوي لكلٍ من ( المحكم ) و( المتشابه )
يتضح أنه لا تنافي بين ( المحكم ) و( المتشابه ) من جهة المعنى اللغوي
فالقرآن كله محكم بمعنى أنه متقن غاية الإتقان
وهو كذلك متماثل ومتشابه بمعنى أنه يصدِّق بعضه بعضا
ثم إن المتشابه أنواع فهناك متشابه من جهة اللفظ
وهناك متشابه من جهة المعنى وهناك متشابه من جهة اللفظ والمعنى معا
وتفصيل هذه الأنواع باختصار وفق الآتي
- أن المتشابه من جهة اللفظ هو الذي أصابه الغموض
بسبب اللفظ وهو نوعان
أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة؛ إما لغرابة ذلك اللفظ
كلفظ ( الأبّ ) في قوله تعالى: { وفاكهة وأبًّا }
ولفظ ( الكلالة ) في قوله سبحانه: { وإن كان رجل يورث كلالة }
فلفظ ( الأبّ ) في الآية الأولى ولفظ ( الكلالة ) في الآية الثانية
من الألفاظ المتشابهة التي تحتاج إلى بيان وتوضيح
وإما لاشتراك ذلك اللفظ في عدة معان كلفظ ( اليمين )
في قوله سبحانه: { فراغ عليهم ضربا باليمين }
أي فأقبل إبراهيم على أصنام قومه ضاربًا لها باليمين من يديه لا بالشمال
أو ضاربا لها ضربا شديدا بالقوة لأن اليمين أقوى الجارحتين
أو ضاربًا لها بسبب اليمين التي حلفها ونوه بها القرآن
إذ قال: { وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين }
كل ذلك جائز ولفظ ( اليمين ) مشترك بينها
ومثل ذلك يقال في الألفاظ المشتركة مثل ( العين ) و( القرء )
فلفظ ( العين ) يطلق على العين الباصرة ويطلق على العين الجارية
ويطلق على الجاسوس
وكذلك لفظ ( القرء ) يطلق على الحيض ويطلق على الطُّهر
وكل هذه الألفاظ وما شاكلها من المتشابه الذي لا يُعرف معناها
إلا من خلال السياق الذي وردت فيه أو عن طريق القرائن التي حُفت بها
والثاني يرجع إلى جملة الكلام وتركيبه من بسط واختصار ونظم
نحو قوله تعالى { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم }
وقوله سبحانه { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا }
ففي الآية الأولى خفاء في المراد جاء من ناحية إيجاز اللفظ
والأصل وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى لو تزوجتموهن
فانكحوا من غيرهن ما طاب لكم من النساء.
ومعناه أنكم إذا تحرجتم من زواج اليتامى مخافة أن تظلموهن
فأمامكم غيرهن فتزوجوا منهن ما طاب لكم
وفي الآية الثانية وقع التشابه في ترتيب الآية ونظمها
فإن الخفاء هنا جاء من جهة الترتيب بين لفظ { قيمًا }
وما قبله ومعنى الآية أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا
- والمتشابه من جهة المعنى يُمثَّل له بأوصاف القيامة
وأحوالها مما لا نستطيع تصوره لأن فيها ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
فإن العقل البشري لا يمكن أن يحيط بحقائق أحوال وأهوال القيامة
ولا بنعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار
وكيف السبيل إلى أن يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسه
وما لم يكن فينا مثله ولا جنسه
- والمتشابه من جهة اللفظ والمعنى معا على أنواع لن نقف على تفصيلها هنا
وحسبنا أن نمثل لهذا النوع من المتشابه بقوله تعالى { إنما النسيء زيادة في الكفر }
فإن من لا يعرف عادة العرب في جاهليتهم وما كانوا عليه
فإنه يتعذر عليه تفسير هذه الآية ومعرفة المراد منها
ولا بد من الوقوف في هذا المقام عند مسألة طالما بحثها العلماء
تتعلق بقوله تعالى
{ وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم }
ومنشأ النظر في هذه الآية منصب على قوله تعالى
{ والراسخون في العلم }
هل هو كلام مبتدأ ومستأنَف أم هو معطوف على قوله تعالى
{ وما يعلم تأويله إلا الله } ومعلوم أن الوقف
والابتداء في القرآن له دور مهم وأساس في تحديد معنى الآية
وبيان وجهتها ومقصدها
وحسبنا في هذا المقام أن نعلم أن المفسرين قد ذهبوا في
تفسير الآية مذهبين
الأول يرى أن الوقف يكون على قوله تعالى { وما يعلم تأويله إلا الله }
وبالتالي فإن قوله تعالى { والراسخون في العلم } كلام مبتدأ ومستأنف
والمعنى على هذا أن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله
والراسخون في العلم يؤمنون به كما جاء ويكِلُون علمه إلى الله سبحانه
وقد أيَّد أصحاب هذا المذهب ما ذهبوا إليه
بما رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت
تلا رسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية
{ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله }
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى الله، فاحذرهم )
أما المذهب الثاني فيرى أن قوله تعالى { والراسخون في العلم }
معطوف على قوله { وما يعلم تأويله إلا الله } وعلى هذا يكون تفسير الآية
أن الراسخين في العلم يعلمون تفسير المتشابه من القرآن.
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: أنا من الراسخين في العلم
الذين يعلمون تأويله ولقد صدق رضي الله عنه
فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فقال
( اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل ) رواه أحمد
قال مجاهد عرضت المصحف على ابن عباس من أوله إلى آخره
أقفه عند كل آية وأسأله عنها.
وقد تواترت النقول عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنه تكلم في جميع معاني القرآن ولم يقل عن آية إنها من المتشابه
الذي لا يعلم أحد تأويله إلا الله.
وقد صحح الإمام النووي هذا القول مستدلا على صحته
بأنه يبعد أن يخاطب سبحانه عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته
والحق فإنه لا يوجد تعارض بين هذين المذهبين
والتوفيق بينهما أمر ممكن ومتيسر وذلك إذا علمنا المقصود من لفظ ( التأويل )
الوارد في قوله تعالى: { وما يعلم تأويله إلا الله }.
وبالرجوع إلى معنى ( التأويل ) يتبين لنا أن هذا اللفظ يُطلق على معنيين
الأول ( التأويل ) بمعنى التفسير فتأويل الكلام تفسيره
وتوضيح معناه والتأويل في كلام كثير من المفسرين
وخاصة المتقدمين منهم كـ ابن جرير الطبري وغيره
يُطلق بهذا المعنى
وهم يريدون به تفسير الكلام وبيان معناه
فهو إذن اصطلاح معروف ومشهور عند أهل التفسير
و( التأويل ) في كلام المتأخرين من الفقهاء والمتكلمين
هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح
لدلالة توجب ذلك. وهذا هو التأويل الذي تنازع الناس فيه
فالتأويل الصحيح منه ما وافق نصوص الكتاب والسنة
ولم يخالفها والتأويل الفاسد منه ما خالف ذلك
والمعنى الثاني من معاني ( التأويل ) يأتي بمعنى الحقيقة
فتأويل الكلام الحقيقة التي يؤول إليها
وعلى هذا المعنى جاء قول عائشة رضي الله عنها
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي يتأوَّل القرآن تعني قوله تعالى
{ فسبح بحمد ربك واستغفره } رواه البخاري و مسلم
وبناءً على ذلك نستطيع أن نقول إن الذين ذهبوا إلى حصر علم التأويل
في حقِّ الله تعالى إنما يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الثاني
أي الحقيقة التي يؤول إليها الغيب وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان
لأن حقيقة الغيب لا يعلمها إلا الله
أما الذين ذهبوا إلى أنه يمكن للعلماء العلم بالتأويل
فإنهم يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الأول
أي معنى التفسير وهذا أيضا لا يختلف فيه اثنان
ويمكن أن نمثِّل لهذا بمثال يزيد الأمر وضوحاً وجلاء
فنقول إن صفة العلم التي وَصَفَ الله بها نفسه وكذلك باقي الصفات
يمكن للعلماء تأويلها بمعنى تفسيرها أما تأويلها بمعنى معرفة حقيقة هذه الصفة
أو معرفة حقيقة باقي صفاته سبحانه
فهذا ما لا سبيل لأحدٍ إليه كما سنبين ذلك لاحقا
إذا تبين ما تقدم نضيف إليه أمرا آخر
وهو أن وجود المتشابه في القرآن له فوائد عدة
ذكرها العلماء من تلك الفوائد الحث على النظر
والبحث والتأمل في آيات الله سبحانه
ومنها إثبات التفاضل والتفاوت في العلم بين العباد
إذ لو كان القرآن الكريم كله محكمًا لاستوت منازل الخلق
في فهمه ولم يظهر فضل العالم على الجاهل
ولم يتبين فضل الذي يعلم حقيقة القول على الذي يعلم ظاهره
وقد جعل الله بعض القرآن محكما ليكون أصلاً للرجوع إليه
وجعل بعضه متشابها يحتاج إلى الاستنباط
وإعمال العقل ورده إلى المحكم
ومنها أيضا ابتلاء العباد بالوقوف عند المتشابه من الآيات
دون الخوض في تأويلها بما لا تحتمله من وجوه التأويل
تسليم الأمر فيها إلى الله تعالى
وقد ذكر الشيخ الزرقاني فوائد أخر
يمكن تتبعها في كتابه ( مناهل العرفان )
ثم إن الثمرة العلمية والعملية لهذا البحث، تتجلى في بيان موقف المسلم
من موضوع ( المتشابه ) الذي كان - ولا يزال - مزلة أقدام كثيرة
وموضع أخذ ورد وكان من أهم المسائل التي دار الخلاف حولها
مسألة صفات الخالق سبحانه، الواردة في العديد من الآيات
والأحاديث كقوله تعالى: { وتوكل على الحي الذي لا يموت }
وقوله سبحانه: { وهو بكل شيء عليم }
وقوله سبحانه: { وهو على كل شيء قدير }
وقوله تعالى: { وهو السميع البصير }
وقوله سبحانه: { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه }
وقوله تعالى: { رضي الله عنهم ورضوا عنهم }
وقوله سبحانه: { ولكن كره الله انبعاثهم }
وقوله تعالى: { وغضب الله عليه ولعنه }
وقوله سبحانه: { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }
وقوله تعالى: { بل يداه مبسوطتان }
ونحو ذلك من الآيات ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم
( ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ) متفق عليه
وقوله: ( إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا
وإذا تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا
وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) متفق عليه
وقوله ( لله أشد فرحًا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته
إذا وجدها ) رواه مسلم ونحو ذلك من الأحاديث
فالواجب في مثل هذه الآيات والأحاديث الداخلة في باب ( الصفات )
إثبات ما أثبته الله ورسوله ونفي ما نفاه الله ورسوله
والألفاظ التي ورد بها النص يُعتصم بها في إثبات الصفات ونفيها
فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني
وننفي ما نفته نصوصهما منهما
وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تطلق
حتى يُنظر في مقصود قائلها فإن كان معنى صحيحا قُبِلَ
لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص دون الألفاظ المجملة
وقد أطبقت كلمة الأئمة المتقدمين على أن ما ورد في ( باب الصفات )
من الآيات والأحاديث ينبغي حمله على ظاهره
من غير تأويل أو تحريف أو تعطيل أو تمثيل
وأن ظاهرها لا يقتضي تمثيل الخالق بالمخلوق
فقد ثبت عن الإمام مالك أنه سئل عن الاستواء
فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول
والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
وسئل سفيان الثوري عن ذلك أيضا فقال
أفهم من قوله{ الرحمن على العرش استوى }
ما أفهم من قوله: { ثم استوى إلى السماء }
ففي كل هذه الأقوال ما يفيد أن ( الاستواء ) معلوم من حيث اللغة
والكيف مجهول أي حقيقة تلك الصفة مجهولة لنا
لا دليل عندنا عليه ولا سلطان لنا به والسؤال عنه بدعة
أي: الاستفسار عن الكيفية بدعة لأنه ليس من هدي السلف
ولأنه أمر لا يمكن إدراكه أو الوصول إليه
وما جزاء المبتدع إلا أن يطرد ويبعد عن الناس
خوف أن يفتنهم لأنه رجل سوء وداعية فتنة
وقد رُوي عن بعض أهل العلم أنه سئل عن الآيات والأخبار
التي فيها من صفات الله تعالى فقال نمرها كما جاءت
ونؤمن بها ولا نقول يف وكيف
قال ابن الصلاح وعلى هذه الطريقة مضى صدر الأمة وسادتها
وإياها اختار أئمة الفقهاء وقادتها وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه
ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها
وقد أفصح الإمام الغزالي عن موقف السلف من هذه المسألة
في كتابه ( إلجام العوام عن علم الكلام ) وهو آخر تصانيفه
رحمه الله - في أصول الدين وحث فيه على التزام مذهب السلف
ومن تبعهم في هذه المسألة .
فالعمدة فيما جاء في ( باب الصفات ) الأدلة القطعية التي توافرت على
أنه تعالى { ليس كمثله شيء } وقد أُكدت هذه الحقيقة في كثير من الآيات القرآنية
كقوله سبحانه: { قل هو الله أحد * الله الصمد
* لم يلد * ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد }
وقوله تعالى: { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد }
والنصوص في الكتاب والسنة كثيرة ومستفيضة
تؤيد هذه الحقيقة وتؤكدها
هذا قول مجمل في موضوع آيات الصفات وما شاكلها
من أحاديث ويمكن التوسع في هذا الباب بالرجوع إلى
ما كتبه الشيخ الزرقاني في كتابه ( مناهل العرفان )
وأيضًا ما كتبه الشيخ ابن عثيمين في كتابه ( تقريب التدمرية )
وحاصل القول في موضوع المحكم والمتشابه الوارد في القرآن
أنه من جهة اللغة لا تنافي بينهما إذ القرآن كله محكم
بمعنى أنه متقن غاية الاتقان وهو أيضا متشابه
بمعنى أنه يصدق بعضه بعضا أما من جهة الاصطلاح
فالمحكم ما عُرف المقصود منه المتشابه ما غَمُض المقصود منه
وظهر لنا أيضا الموقف السليم من النصوص الواردة في باب الصفات
وأن القول الصواب فيها ما ذهب إليه السلف من إجراء
تلك النصوص على ظاهرها دون أن يقتضي ظاهر تلك
النصوص تمثيل الخالق بالمخلوق
| |
|
arch_abdallah19 المدير العام
عدد المساهمات : 209 تاريخ التسجيل : 23/03/2011 العمر : 38
| موضوع: رد: من علوم القرآن (( متجدد )) الجمعة 08 يوليو 2011, 21:00 | |
| جزاكى الله كل خير موضوع جميل جدااااا | |
|
رحمــــــــــة عضو جديد
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 03/06/2011
| موضوع: رد: من علوم القرآن (( متجدد )) الجمعة 15 يوليو 2011, 14:41 | |
| وجزاك الله كل خير ،، شكرا لمرورك
| |
|
رحمــــــــــة عضو جديد
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 03/06/2011
| موضوع: رد: من علوم القرآن (( متجدد )) الجمعة 15 يوليو 2011, 14:43 | |
| جاءت العقائد السماوية كافه بتقرير عقيدة واحدة
هي عقيدة إفراد الله تعالى بالعبودية وترك عبادة من سواه
فجميع الرسل نادوا في قومهم
{ أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }
إلا أن أحكام الشرائع اختلفت من شريعة لأخرى
قال تعالى: { لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه }
وجاءت شريعة الإسلام ناسخة لما سبقها من الشرائع
ومهيمنة عليها واقتضت حكمة الله سبحانه أن يشرع أحكاما
لحكمة يعلمها ثم ينسخها لحكمة أيضًا تستدعي ذلك النسخ
إلى أن استقرت أحكام الشريعة أخيرا وأتم الله دينه
كما أخبر تعالى بقوله { اليوم أكملت لكم دينكم }
وقد بحث العلماء الناسخ والمنسوخ ضمن أبحاث
علوم القرآن الكريم وأفرده بعضهم بالكتابة .
والنسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب شرعي.
وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد .
ومجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب
أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة
التي ليس فيها معنى الأمر والنهي، فلا يدخلها النسخ بحال .
ولمعرفة الناسخ والمنسوخ أهمية كبيرة عند أهل العلم
إذ بمعرفته تُعرف الأحكام، ويعرف ما بقي حكمه وما نُسخ .
وقد حدَّد أهل العلم طرقًا يُعرف بها الناسخ والمنسوخ
منها: النقل الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم
أو الصحابي، فمن أمثلة ما نُقل عنه صلى الله عليه وسلم
قوله ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها ) رواه مسلم .
ومن أمثلة ما نُقل عن الصحابي، قول أنس رضي الله عنه
في قصة أصحاب بئر معونة ونزل فيهم قرآن قرأناه ثم نُسخ بَعْدُ
( بلِّغواعنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه)رواه البخاري
ومن طُرق النسخ أيضا إجماع الأمة
ومعرفة تاريخ الحكم المتقدم من المتأخر .
ولا بد من الإشارة إلى أن النسخ لا يثبت بالاجتهاد
ولا بمجرد التعارض الظاهر بين الأدلة
فكل هذه الأمور وما شابهها لا يثبت بها النسخ .
والنسخ على أنواع فمنها نسخ القرآن بالقرآن
ومثاله نَسْخُ قوله تعالى
{ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس }
فقد نسختها آية
{ إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه }
وهذا النوع من النسخ جائز بالاتفاق .
ومنها نَسْخُ السنة بالقرآن كنسخ التوجُّه إلى قبلة بيت المقدس
الذي كان ثابتًا بالسنة بقوله تعالى
{ فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام }
ونَسْخُ وجوب صيام يوم عاشوراء الثابت بالسنة
بصوم رمضان في قوله تعالى { فمن شهد منكم الشهر فليصمه }
ومن أنواع النسخ أيضا نَسْخُ السنة بالسنة
ومنه نسخ جواز نكاح المتعة الذي كان جائزًا أولا
ثم نُسخ فيما بعد فعن إياس بن سلمة عن أبيه قال
( رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثم نهى عنها )
رواه مسلم وقد بوَّب البخاري لهذا بقوله
باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخرا
ويأتي النسخ في القرآن على ثلاثة أنحاء:
الأول: نسخ التلاوة والحكم معًا، ومثاله حديث عائشة قالت
( كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن، ثم نُسخن بخمس معلومات )
رواه مسلم وغيره .
الثاني نسخ الحكم وبقاء التلاوة ومثاله قوله تعالى
{ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة
يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله
والله مع الصابرين }
فهذه الآية نسخت حكم الآية السابقة لها مع بقاء تلاوتها
وهي قوله تعالى: { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن
يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا
ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون }
الثالث: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم ومنه ما سبق في حديث
عائشة رضي الله عنها ( ثم نسخن بخمس معلومات )
فإن تحديد الرضاع المحرِّم بخمس رضعات ثابت حكما لا تلاوة
ووجود النسخ في الشريعة له حِكَمٌ عديدة منها مراعاة مصالح
العباد ولا شك فإن بعض مصالح الدعوة الإسلامية في بداية
أمرها تختلف عنها بعد تكوينها واستقرارها فاقتضى ذلك الحال
تغيُّر بعض الأحكام مراعاة لتلك المصالح وهذا واضح في
بعض أحكام المرحلة المكية والمرحلة المدنية
وكذلك عند بداية العهد المدني وعند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن حكم النسخ أيضا ابتلاء المكلفين واختبارهم بالامتثال
وعدمه ومنها كذلك إرادة الخير لهذا الأمة والتيسير عليها
لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة ثواب
وإن كان إلى أخف ففيه سهولة ويسر.
وفقنا الله للعمل بأحكام شرعه والفقه في أحكام دينه
ويسَّر الله لنا اتباع هدي نبيه
| |
|